الثلاثاء، 7 أبريل 2015

كلمة المرصد حول ديوانه المشترك "حروف شرقية"


الحمد لله والصلاة على رسول الله
رئيس مرصد الإبداع - عبد الله لحسايني
بداية أود تقديم أرق التحايا والتقدير للحاضرين من الأستاذة المبدعين والمتابعين وعاشقي الحرف الشرقي والجمال الشعري والكتابة والفن.
كما أقدم نيابة عن مرصد الإبداع فائق الشكر والامتنان للمبدعين الذين اختاروا أن ينجحوا فكرة المرصد وساهموا في أن تتوحد أوتار قصائدهم في سمفونية واحدة سمفونية شرقية يكاد لحن حروفها ينطق ولو لم تنطق به شفاه..
"حروف شرقية" كانت أول فكرة أبركانية من هذا النوع ، وهي التي حفزت النشطاء على تأسيس جمعية فكرة جديدة للأدب والتنمية المجتمعية السنة الماضية و الهادفة إلى المساهمة في الرفع بمستوى الثقافة والوعي بالمجتمع عبر  الأفكاروالمشاريع الخلاقة والمبدعة.
 وقد تسلسلت أنشطة الجمعية فيما بعد لتصل إلى خلق مرصد يمأسس ويحاول التأطير والتعامل باحترافية مع الإبداع ووضعه في تناغم مع قاطرة التنمية المعرفية الشاملة.
وقد شمل اهتمام المرصد أغلب أنواع الأقسام الإبداعية من أدب وتشكيل وفن ، فنظمت الجمعية ضمن مشروع مرصد الإبداع حصة دراسية في علم العروض والأوزان لتجويد مهارات الكتابة الشعرية ، أطرها مشكورا الأستاذ الناقد زبير خياط
ثم قام المرصد بتنظيم ورشة في الفن التشكيلي أطرها مشكورا الفنان التشكيلي العالمي الأستاذ محمد سعود وفي ميدان التجويد تم الاحتفال بالمبدعين في ترتيل القرآن الكريم في أمسيةقرآنية بمسجد معاذ ابن جبل ،

أما في ميدان الإبداع العلمي فقد نظم المرصد مسابقات أولمبيادية في ميدان الرياضيات لمستوى السنة السادسة ابتدائي أبانت عن كفاءات واعدة تحتاج لمن يؤطرها لتحقق الأفضل، فضلا عن أنشطة أخرى تحقق مشروع مدرسة الإبداع قام المرصد بحصص تفاعلية في مواضيع قص وكتابة القصص والحساب الذهني في مدارس متعددة ببركان والناضور.
وقام المرصد بإصدار مؤلف أدبي في مجال أدب الطفل يتعلق الأمر بقصة أريذال والدببة الناعسة وروايةبطاليوس عاد إلى مقدونيا ليصل إلى إصداره الجماعي الذي نحتفل به اليوم والذي شاركت فيه أقلام من شرق المملكة من مدينة بركان و الناظور ووجدة  وغرة سلسلة الشعراء الشرقيين كانت من مدينة القنيطرة.
من هو "حروف شرقية
 يعتبر حروف شرقية من الإصدارات المتوسطة الحجم يبلغ عدد صفحاته 107 صفحة ، ويتميز بضمه ل15 شاعرا و44 قصيدة تتنوع من حيث جنسها الأدبي من الشعر العمودي وشعر التفعيلة والزجل ، كما يضم من الجنسين من الشعراء والشواعر ومن الذين لم يسبق لهم أن ألفوا أضمومتهم الشعرية ، ومن سبق لهم التأليف .
ها التنوع يضاف إليه تنوع في درجات قوة القصائد حيث عمد المرصد إلى دمج كتابات المبدعين حديثي التجربة ضمن كتابات أقوى كتحفيز منه لهم ليصلوا بمنتوجهم الأدبي إلى أفضل ما يمكنهم أن يصلوا إليه.
تظهر ال"حروف شرقية " من الغلاف الأزرق السمائي الذي رسمت لوحته الفنانة المبدعة سهام انكادي وبتصميم من المرصد ما يحمل معنى أنوثة الحروف ، بما للأنوثة من معنى الخصوبة والعاطفة والمشاعر. فالغلاف يحاكي ما قد يجده القارئ بين دفتي الإصدار، وكأنه تمهيد أو ديباجة .
فنقرأ في عناوين المجموعة "إلى غرتي النائمة " حضن قصيدة ، أخيرا نطق أنا امرأة على دفتر سيدي الكريم متسكعة ونصف ماعدت مولاتي حبيبتي عودي هسيس الروح كلها كلمات توحي بمشاهد عاطفية حتى قبل مباشرة القراءة .
وعلى سبيل المثال نجد المبدعة حنان قروع تداعب كلماتها أسماع المتلقي كما يداعب النسيم خصات شعر الفتاة تقول في قصيدتها "حبيبتي عودي" : يا امرأة نقرت على خصلات شعري الفضي اللون سمفونية الحب والقدر "

ونجد رؤية المبدعة إحسان الرشيدي في قصائد تتميز بتناغم بين الحب والكبرياء فتقول ارحل لكن في طيات كلماتها تقول له أريدك :تقول في ماعدت أنا : أرمم ذاتي أتكئ على الأمل عجبا لا زال وفيا "
أما المبدعة ودغيري وفاء التي ظلت تكتب في الظل منذ سنين قبل أن يداهمها السكون وتستسلم لروتين الحياة يكشف لنا حروف شرقية كيف أن شعرا بهذه الثورية والجمال كان مظلوما مخبوءا في قعر الدفاتر ، فهي تثور في أنوثتها في قصيدة "أنا امرأة" وتفرض إيقاعات تفعيلتها على القارئ أن يرخي زمام سمعه وينساب مع الإيقاع ومع جميل النسج بين الكلمات حين تقول :
أنا امرأة أنا أكثر كتيبات مزربعة أنا قصص .. وتقول حملت خطاي ملء يدي لأعرضها على الشفتين والمقل "
أما مليكة فلسحر قصائدها خصوصية ومتعة تمكث مع ترديد سمفونية حروفها ، كما أن غزلها العذري يفتح لنا جانبا مغمورا في رؤية المرأة للرجل ، غالبا ما تنسى الشواعر تبيانه .فحين تقول في قصيدة أخيرا نطق: جفاؤه رق أخيرا نطق أنا خلته في الهوى مستكين غيور حبيبي برغم الغرور      
وتتناغم العاطفة بالسياسة في زهرة الرمان للشاعرة قسيري حيث يوحي العنوان بكل شيء إلا بحال بغداد اليوم حين يقول جسم القصيدة " ليتني بغداد .. ليتني وطن فأكون كل الكينونات الممكنة وغير الممكنة ... ليتني الأرض فأخالف شريعة الانجاب"
وتقوم المبدعة صباح أشن بتفجير جماليات مبتورة في قصيدتها خطى ، حيث تختار جملا جميلة للغاية سهلة ممتنعة رغم أن القصيدة لاتزال تحتمل المزيد من التفصيل فتقول : سيرا على  نهج القدامى أحببتك ولم أتوان
وتظل كل من الخطابة في القصائد الزجلية للمبدع فهيم الداودي والحوار الداخلي في زجلية الطاهري يوسف "الحرف مراية الهم" هذه الحوارية تتميز بها أيضا قصيدة عفاف لغموشي حين تطرح أسئلتها الليلية فتقول في هذيان ليل " قل لي من تكون ومن أكون يا صاحب تلك العيون
أما عبد المحسن فقد وضع في كبد قصيدته معان صوفية واستعان بالمحسنات البديعية والألفاظ العربية العتيقة ليظهر حجم التأثر بآثار الشوق والهيام من سهاد وأرق وضعف بدني.

 حروف شرقية كما نرى ، هي حروف متواصلة متقطعة .. تشبه في تنوعها تنوع أربابها ومن شابه أباه فما ظلم ، فهي تحاكي في وحدتها توحدتهم في هدف الكتبة الجماعية ، هذا اللون الجديد من الإبداع الهي الذي لن يظل نتيجة الظروف المادية وإكراهات الطبع والنشر ، بل سيصبح مذاقا أدبيا جديدا يضمن لمتذوقه نكها متعددة لا يعرف الملل إليها سبيلا..
ودون إطالة ، أترككم مع حفلة الإلقاءات الشعرية ومع مبدعينا الأفاضل في ديوانهم الجماعي "حروف شرقية" أرجو لكم قراءة ممتعة.




حفل تقديم "حروف شرقية" بأبركان



 بعد تقديمه بمدينة الناضور والاحتفاء به كثالث إصداره له خلال السنة الأولى من تأسيسه، نظم مرصد الإبداع الأدبي والعلمي والتقني التابع لجمعية فكرة جديدة للأدب والتنمية المجتمعية، حفل تقديم للديوان المشترك "حروف شرقية" الذي جمع بين ثلة من الشعراء أغلبهم من المنطقة الشرقية، وذلك زوال الأحد 5 أبريل 2015 بقاعة نادي أسرة التعليم بأبركان.
 استهلرئيس مرصد الإبداع ذ. عبد الله لحسايني الحفل بكلمة تعريفية بالمرصد وأهدافه وقراءة في الديوان المحتفى به،  ، تلتها قراءات شعرية لشعراء "حروف شرقية" وشعراء آخرين من مدينة أبركان. وتميز الحفل بحضور نوعي لشعراء ومبدعي مدينة أبركان والناضور ومن المهتمين بالشأن الأدبي ومتابعي  المرصد، واختتم الحفل بتقديم شواهد تكريمية للمشاركين وتوقيع الديوان من طرف الشعراء المشاركين.
يذكر أن الحفل توج بحضور رسمي للسيد وزير الجالية في شخص مستشار ديوانه السيد "الجيلالي الراضي" في سابقة لافتة .











المواضيع