الاثنين، 1 ديسمبر 2014

قصص أطفال -فيديو" الضبع والثيران"






الضبع و الثيران

عن المجموعة القصصية "وعاد أبو جهل " للقاص عبد الله لحسايني 



بدل أن يتعارك معا الثيران القوية ويرغمها على الخضوع لسلطانه، فضّل الضبع الكسول أن يغري بينها. فقد درس في مقرر الضباع أن الحيوانات آكلة العشب؛ كالثيران؛ تَحرِص على التناطح فيما بينها أكثر من حرصها على الدفاع عن حياض الحظيرة..
اقترب الضبع من ثور أخضر داكن اللون. مسح على عنقه وقرنه ..ثم قال :
-أنا أفكر في منحك كل العلف وسأُنصّبك سيدا للحظيرة. لكن أخاك الفاتح يتقوى يوما عن يوم، وربما ينافسك على منصب الريادة .. فما العمل؟؟
لم يلبث الثور إلا قليلا، ليقوم مسرعا ويضرب بقرنه الحاد أخاه الأخضر الفاتح .
سقط الأخير أرضا.. حاول استرجاع توازنه لكن سرعان ما عاجله المهاجم بضربة أخرى جعلته يهوي ويتمدد دون حراك..
نظر شرقا وغربا ، حاول الفرار فلم يجد أمامه إلا الضبع الذي كشّر له أنيابه ففهم الإشارة ..
استغاث الثور المنهزم بالضبع، فقام الأخير بغرس أنيابه في عنق الثور المعتدي ليسقط أرضا..
أحس الثور المعتدي؛ وهو يجود بأنفاسه؛ بالخذلان
فمن قتله هو من حرضه على العدوان
صرخ العجل الأخضر الداكن - إبن الثور المقتول- في وجه عمه الفاتح: "يا لك من خائن"
وقام بالهجوم عليه ...
نطحه بقرنيه الصغيرتين لكن الصغير سرعان ما اندحر
فجلس يخور ويخور وينادي
وا ضبعاه ...
كان الأخير لا يزال ينهش لحم الثور الهالك. لكنه لن يفوّت الفرصة ..
فقام بتركيب نابي فيل بجوار قرني العجل الفتي..
تركه وعمه يتناطحان، وذهب ليكمل وجبة الغذاء في اطمئنان ... فلحم العشاء يُعِدّ نفسه بنفسه .
حين انتهى الضبع من وجبة الغذاء. رجع يتفقد المتحاربَيْن. وجدهما قد خرّا أرضا من تعب العراك..
اقترب من العجل الداكن وهمس في أذنه.. : قريبا سيقضي عليك عمك، ويسود الحظيرة ثيران من نسل الأخضر الفاتح .. ويقولون أنكم كنتم نشازا بين فصيلة الثيران الخضراء..
-لا ... لن يكون ذلك ... صرخ العجل في خوار هائج
ثم قام من جديد نحو عمه الذي بادله هو الآخر بنطحة قوية سمع لها دوي في أرجاء الحظيرة ..
انفض الغبار على نهر من الدماء
وقام الضبع بتخزين اللحم للعشاء..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

أضف تعليقا

المواضيع